بسم الله الرحمن الرحيم ...
تتدافع الخواطر فى عقل المحبة كما تدفعها غل الكراهية ..
فلا تدرى اهى رحلة هلاك ام رحلة نجاة ...
تاهت الدروب منهم فى رحلتهم وجمعهم من رحمة ربهم واحة حياة وامل جديد
وحين تتنزل الرحمة منا من يحسن عشرتها ومنا من يخذله عقله رغم حنكته
وفطنته ان العقل لذى اللب مرحمة وان العناد لذى العقل مغرمة وهلاك ...
خرج الصديقان فى رحلة الى تجارتهم وحانت لهم فى الطريق اختصار الوقت فاقترح
احدهم على الاخر ان يسلكا طريقا مختصرا لا يعرفه احد منهم ولم يمر به احد
فسلكاه وضاعا معا وحاولوا الرجوع فعصفت بهم عاصفة اضاعت اثر العودة
وضربتهم شمس طريقهم واقترب منهم الاجل ولكن لاينفع ندم بعد عمل ولا وقت للدرس
والعبرة وحياتهم على المحك وانقشعت العاصفة وتتجلى رحمة الله لهم فلاحت لهم
واحة فجرى كل منهم نحوها وكانه يجرى نحو بداية عمر جديد بعد هلاك
فوجدا عينا مالحة ولكنها ممتلئة بالاسماك فقال الاول للثانى اذهب واجمع لنا حطبا
وانا على صيد السمك لكلينا نأكل ونشبع وننتظر رحمة الله لعل تمر بنا قافلة فيكون معها
الفرج من شدتنا تلك ...
فقال الثانى بل اذهب انت لجمع الحطب وانا اصطاد لكلينا سمكا
نأكل ونشرب حتى يقضى الله امرا كان مفعولا ..
واصر الاول ان يصطاد ويذهب صديقة لجمع الحطب ..ثم اصر الثانى ان يصطاد
ويذهب صديقة لجمع الحطب ..ثم احتد النقاش حتى اخر النهار وهم على تلك الحال
ومن فرط غضبهم تباعدا فى ضياعهم وكانهم لم يكتفوا بهذا التيه والضياع
فتفرقا وجلس كل منهم بعيدا عن الاخر واستبد بهما الجوع والعطش والكبر والعناد
وهم على حالهم تلك
حتى غلبهم الجوع والعطش فماتا ...
فلا جلب الاول سمكا
ولا احضر الثانى حطبا ..ومرت بعد يوم واحد من هلاكهم قافلة فهرع اليهم شيخا كبيرا
ولكنه ادركهم بعد فوات وجوع وعطش وموات ..
ووجدوا فى يد كل واحد منهم قرطاسا كتب عليه
قتلنى لانى اردت ان اصطاد له سمكا فرفض
قتلنى لانى احبه ..
.ووجدوا فى يد الاخر قرطاسا كتب عليه قتلنى لانى اردت ان اصطاد له سمكا فرفض .
..قتلنى لانى احبه ...
فاسترجع الشيخ وقال بل قتلهم الكبر والعناد وضياع العقل حين تتنزل الرحمة
ثم اردف قائلا ...ان الكبر اوردهم الى الهلاك ...
حين تتنزل الرحمات بعد الازمات نلزم السكينة والهدوء وتغمرنا خبرة الالم
ووجع التجربة فتصقلنا ونزداد بها معرفة بالحياة .......وتواضعا فى غير مذلة
احب كل منهم الاخر فقتل كل منهم الاخر بحبه ...
ان الحب تواصل وتشارك وملاقاة وتواد وتعاون وتقارب المحب هو من ينفعك
وليس من تنفعه برغبتك فقط بل انفعه كما يريدك فليس كل منا الا نسيج وحده
ونتاج عقله وامتداد منفعة فانفع وانتفع وادرك وتدارك ولاتبخل بعقل غيرك عليك
فقد تكون فيه نجاتك ونجاته ...
دمتم بخير يااطيب الناس
كل عام وانتم بخير ورضا من الله ،،،
تحيتى لكم ،،،