مراقبون: اقتحام الفلوجة سيتسبب بخسائر فادحة
أجمع مراقبون على أن اقتحام الجيش العراقي مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مسلحون مناوئون للحكومة، سينتج عنه خسائر بشرية فادحة، فضلا عن أن استخدام الجيش ضد الشعب أمر غير دستوري، إلا أن هناك من يرى أن الاقتحام حل جيد.
[size=16]أجمع مراقبون على أن اقتحام الجيش العراقي مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مسلحون مناوئون للحكومة، سينتج عنه خسائر بشرية فادحة، فضلا عن أن استخدام الجيش ضد الشعب أمر غير دستوري، إلا أن هناك من يرى أن الاقتحام حل جيد.
تباينت ردود الأفعال داخل العراق حول احتمال قيام الجيش باقتحام مدينة الفلوجة التي فقدت الحكومة السيطرة عليها منذ اندلاع أزمة الأنبار بداية العام الحالي.
وبينما رأى البعض أن الوقت أصبح مناسبا لتطهيرها من المسلحين، يرى البعض الآخر أن خيار المواجهة العسكرية ستنتج عنه خسائر في صفوف المدنيين، وأن زج الجيش في معارك مع أبناء الشعب أمر محرم دستوريا.
وقال عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي للجزيرة نت "لا أتوقع قيام الحكومة العراقية باقتحام مدينة الفلوجة خلال الفترة المقبلة بسبب وجود أبرياء ما زالوا في المدينة ويتخذهم مسلحو داعش دروعا بشرية، مما سيؤدي إلى خسائر في صفوف المدنيين".
وأوضح المطلبي أن اقتحام الحكومة للفلوجة أمر خاطئ، ويجب أن يبقى الوضع على ما هو عليه، وأن تستمر العشائر في قتال داعش، ليتم إنهاء المعركة عبر ما أسماها "أيادي فلوجية عربية أصيلة تؤمن بوحدة العراق".
وأشار إلى أن بعض القرى التابعة لقضاء أبو غريب أغرقت لمنع تقدم الجيش، إلا أن العاصمة بغداد لم تغرق بسبب غلق المسلحين لسد الفلوجة.
أما عضو ائتلاف "متحدون للإصلاح" طلال الزوبعي فقال إن اقتحام مدينة الفلوجة عسكريا يحتاج إلى قرار أغلبية أعضاء مجلس النواب، وعلى الحكومة العراقية عدم زج الجيش في معارك مع الشعب العراقي.
وأضاف الزوبعي "نرفض دخول الجيش إلى مدينة الفلوجة أو أي مدينة أخرى لأن زج الجيش في القتال مع شعبه محرم دستوريا"، وأن الإجراءات التي تقوم بها الحكومة غير عادلة وغير صحيحة.
ودعا الحكومة إلى إيقاف القصف العشوائي على الأحياء السكنية والاعتقالات العشوائية، وفتح المجال أمام النازحين والمهجرين للرجوع إلى منازلهم، مبينا أن غرق مدن عدة سببه السياسة الحكومية وعدم وجود سيطرة حقيقية على منافذ المياه وبالتحديد في سد حديثة، وأن الهدف من هذا منع الناس من الوصول إلى المراكز الانتخابية.
في الإطار ذاته، قال الباحث في الجماعات الإسلامية الدكتور هشام الهاشمي للجزيرة نت "إن الجيش العراقي بإمكانه اليوم اقتحام مدينة الفلوجة بعد أن توفر عتاد سلاحي الراجمات والمدفعية، إضافة إلى صواريخ خاصة، مع وجود الدعم الأميركي بالطيران والاستشارة".
وأضاف أن طائرات أميركية بلا طيار نفذت عمليات نوعية ضد مسلحي داعش في مناطق الطاش والحميرة والجزيرة بمحافظة الأنبار، وهذه الأمور تشجع القيادات العسكرية في بغداد على اقتحام الفلوجة، مبيناً أن خسائر القوات الأمنية ستتضاعف عند اقتحام المدينة.
أزمة ثقة
وأشار الهاشمي إلى أن مقاتلي الفلوجة ومسلحي داعش مستعدون لقتال القوات الأمنية، خصوصا أن الطرق المؤدية إلى الفلوجة ومنافذها أغلبها مفخخة بطرق بدائية، وأن قطع شبكات الاتصال الهاتفي لن تضر أو تعطل العبوات الناسفة، فضلا عن وجود قناصين لم يستهلكوا من عتادهم شيئا.
وأوضح أن "معنويات المسلحين ودرجة حماسهم أعلى من أفراد القوات الأمنية الذين يقاتلون منذ أكثر من أربعة أشهر"، مشيرا إلى أنه يمكن حسم معركة الفلوجة لصالح القوات الأمنية ولكن بخسائر كبيرة.
وأكد الهاشمي أن عدد المسلحين الموجودين في الفلوجة من داعش وممن أسماها الفصائل الإخوانية السلفية والمجلس العسكري لثوار الأنبار لا يتجاوز 2500 مقاتل، مبيناً أن عدم إعلان الحكومة عن خسائر القوات الأمنية يعود إلى شقين: أحدهما معنوي لأن الجنود ما زالوا في المعركة، والثاني سياسي بسبب الانتخابات.
وبين أن تنظيم داعش لا يقبل الحوار مع الحكومة العراقية والتنسيق مع الفصائل المسلحة الأخرى في الفلوجة، وله اليد الطولى في أطراف الفلوجة، مضيفا أن الحكومة العراقية فشلت في التنسيق مع الفصائل المسلحة الأخرى في الفلوجة بسبب عدم ثقة المسلحين بها.
المصدر : الجزيرة[/size]