وقال باسم بني جابر أحد سكان الخربة لرويترز "عند الساعة الثانية من فجر اليوم حاصر حوالي 500 جندي وشرطي الخربة ومعهم ست جرافات."
وأضاف "عمل الجنود على إخراج الأغراض من المسجد (المصاحف والسجاد) ومن ثم هدموه."
وأوضح بني جابر أن المسجد أقيم عام 2008 بمساحة 80 مترا مربعا على أراضي تعود للمواطنين من سكان الخربة.
وقال "بدأت سلطات الإحتلال منذ العام 2008 بإستهداف الخربة وسلمت سكانها إخطارات بالهدم وبالفعل بين فترة وأخرى يأتون إلى هنا ويهدمون بعض المنازل والبركسات (الحظائر) وآبار جمع المياه."
وتمتد أراضي خربة الطويل التابعة لبلدة عقربا الى الاغوار الشرقية أقيم على مساحات منها في السنوات الماضية معسكرات للجيش الإسرائيلي ومستوطنات.
وتبدو إلى الشرق من الخربة مساحات واسعة من الحقول المزروعة بالحبوب.
وقال بني جابر إن هذه الحقول "عادة ما تتعرض للتخريب بسبب إجراء جيش الاحتلال تدريبات عسكرية فيها."
وبدا المواطن عبد الفتاح معروف (63 عاما) في غاية الحزن وهو يتكأ على عصاه وينظر الى المسجد الذي هدم.
وقال معروف لرويترز "كنت اصلي الخمس اوقات في المسجد وقد توضأت الفجر للذهاب الى المسجد ولكنهم (الجيش الاسرائيلي) هدموه."
واضاف معروف ولديه 13 من الأبناء والبنات ويعيش على تربية الاغنام "انا ولدت هنا ووالدي وجدي عاشوا هنا. بدهم (اسرائيل) ايانا نرحل من المنطقة علشان يبنوا مستوطنات فيها. لن نرحل حتى لو عشنا في مغارة."
وتعهد محافظ نابلس جبرين البكري الذي وصل إلى المكان بعد مغادرة الجيش الاسرائيلي بمساعدة السكان على إعادة بناء ما تم هدمه.
وقال لرويترز فيما كان يقف بجانب المسجد الذي هدم "لا يوجد اي مبرر لعمليات الهدم. الهدف منها تهجير المواطنين. سنساعدهم على البقاء والصمود في هذه الأرض."
واتهم ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اسرائيل بمحاولة "بمحاولة السيطرة على مناطق واسعة من اراضي الضفة الغربية وإفراغها من سكانها وخاصة ما يسمى المنطقة سي."
وقال عبد ربه لإذاعة (صوت فلسطين) في تعقيبه على عمليات الهدم "الاحتلال قام بعمليات من هذا القبيل في مناطق الأغوار ومناطق محيطة في القدس وفي الخليل. هذه العمليات لم تتوقف وهي جزء من خطة إفراغ مناطق واسعة من الضفة الغربية وتحويلها الى مناطق تابعة للمستوطنات أو ما يسميه الاحتلال الكتل الإستيطانية."
وأضاف "هذا يدلل ان الاحتلال لا يريد عملية سلام ولا يريد الوصول إلى حل أو تسوية بل يريد المزيد من تكريس الأمر الواقع والتوسع الإستيطاني وفرض وجوده على الأرض."
وقال عبد ربه إن الاحتلال يريد "إلهاء العالم بأكذوبة أنه يسعى الى حل الدولتين أو أنه يريد حل على اساس حدود عام 67."
وتابع "لهذا الأمر كان موقفنا واضح.. ما لم يتوقف الإستيطان توقفا واضحا وما لم تنته هذه الإنتهاكات بشكل قاطع لا مجال للعودة الى المفاوضات مع هذا الإحتلال العنصري التوسعي والذي يلجأ للمفاوضات كاسلوب خديعة باستمرار."
ولم يصدر تعقيب فوري من الجيش الاسرائيلي عن سبب عمليات الهدم التي جرت في خربة الطويل.
وتأتي عمليات الهدم الإسرائيلي في الوقت الذي تنتهي فيه اليوم مدة التسعة أشهر التي أجرى خلالها الفلسطينيون والاسرائيليون مفاوضات مباشرة برعاية أمريكية دون الاعلان عن تحقيق أي تقدم.
ووصف عبد ربه المفاوضات التي جرت خلال الفترة الماضية بأنها "خديعة كبرة تحت اسم المفاوضات."
وقال في حديثه لاذاعة صوت فلسطين "كان هناك محاولة الهاء ومحاولة كسب وقت وتضليل للعالم باسم المفاوضات تلجأ اليها إسرائيل."
واضاف "كانت هناك محاولة لادخالنا في دوامة اسمها اتفاق اطار وغيرها بينما ما يتم على الارض تغيير جذري لمعالم الضفة الغربية ومحاولة اقتطاع أجزاء واسعة منها."
وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي عن تعليق المفاوضات مع الفلسطينيين قبل موعد انتهائها اليوم الثلاثاء بعد أن وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الانضمام الى 15 معاهدة ووثيقة دولية إضافة الى الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المصالحة